لأخذ شيء ما. . . ثم نعود إلى فندقك في تمام الساعة التاسعة، أتوافقين؟
جدا. . . جدا. . . انه لمنهج ممتع.
يالها من أويقات عذبة سنقضيها معا في باريس.
هذا جل ما أتمناه. . . فأنت الطبيب الذي أسعى إليه. . .
أستمكثان طويلا في عاصمة النور؟. . .
ثلاثة أيام فقط.
شيء مؤسف حقا!
لماذا؟
أتسألين لماذا أيضا. . . انه ليشق علي أن أفارق هذا الجمال، وهذا الصبا، بمثل هذه السرعة.
أيهمك أمري بعد انقضاء هذه الأيام الثلاثة؟
احتار الفتى بما يجيب. . . أيقول لها انه لا يهتم بأمرها، فربما تعتبر ذلك إهانة لها وتنفر منه، أم يقول لها بأن أمرها يهمه جدا، فتعتبر ذلك إطراء، وترضى عليه؟. . . وبعد تردد قليل قال:
يهمني أمرك جدا يا عزيزتي. . . وثقي بأنني لن أنساك ما دمت على قيد الحياة، وسأراسلك دائما. بل سأبذل أقصى جهدي لكي أزورك في بلدك، كوني عند حسن ظنك بي. . .
وما إن سمعت الفتاة هذا الكلام حتى امتقع وجهها. وانطوت على نفسها، وهي تفكر في أمر غامض. . . وكان لسان حالها يقول:
هل ارتكاب الإثم في باريس يتطلب حبا؟. . . إنني لم آت إلى عاصمة اللهو والملذات لكي أجد لي زوجا ثانيا. . . إنني لا أود شخصا ليراسلني ويتتبعني من مكان إلى آخر. . . إنني تصورت اللذة الباريسية بمثابة كأس من الخمرة يحتسى على عجل، وينتهي الأمر أما وان هذه اللذة ستسبب لي متاعب ومراسلات ومطاردات فهذا ما لا أريده البتة.