للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هناك أدركه الإعياء، وخارت قواه. . ولاحت له الدنيا مغارة مخيفة!.

وتذكر ليلة الوداع. . حين جاءت إليهتودعه، وتلقي في مسامعه كلمات تزيد لوعة وهي المرأة الضعيفة. . . وقالت له:

- أنها ستحيا من أجله. ومن أجل شيء أعز عليها من نفسها.

واختلجت في صدر عبد الرحمن لواعج وأشجان وهو يسترجع موقفه معها، ويرى في عينيها قصة آمال محطمة، وخيبة مريرة فيقول في سره:

- الحياة رحلة مضنية! أدنى ما ينال المسافر منها التعب، وأقرب ما يطرق باب نفسه فيها الإجهاد والضيق. . ثم السأم المطبق.

وأحس بأن غرفته أصبحت سجناً مظلماً، وذكرياته أشباحا مريعة. فضاق صدره وطلع منها لعل الفضاء والنور والهواء النقي يطرد أشباح الماضي وأطيافه المقيتة!

واستقبله شاب في الخامسة عشرة، منطلق الأسارير، براق العينين، مؤتلق الشباب. فنظر إليهطويلاً كأنه يعرفه. فقالت له أمه:

- هذا جميل. . ابن سناء. . .

وارتجفت شفتاه وهو ينظر إلىوجه الشاب المتسائل وفي أرجاء نفسه سمع صوتاً ينادي:

- ولدي!. .

غائب طعمة فرمان

<<  <  ج:
ص:  >  >>