والطرف التي نسبت إلى هذا الشاعر الضحوك، فماذا كان من شأني؟. . .
تعددت مني الأسباب وتنوعت الأساليب، وراجعت شتى المصادر ومختلف الكتب والصحف، فجمعت من طرف حافظ، بعد اللتيا والتي، عشرات وعشرات؛ ولكن بعض أصدقائه يؤكد لي أن طرفه تزيد على مئات ومئات، فأين أجد هذا الزاد الأدبي النفيس؟. . .
لقد حسبت أن أصدقاء حافظ القدامى يعرفون من أخباره وأسراره ما لا يعرف أبناء هذا الزمان، فسألت شاعر القطرين مطران بك عما يعرفه فأجاب؛ إني نسيت! وسألت الدكتور مبارك فأجاب إني مشغول! وسألت الأستاذ البشري فما أجاب! وسألت الأستاذ عبد الله عفيفي بك، فأحالني على مجموعة قصاصات المرحوم محمد مسعود بك، ففزغتُ إليها لدى ولده الدكتور يحيى مسعود فاعتذر بأنها لم ترتب بعد، وأن الاطلاع عليها لن يتيسر قبل شهور! وسألت الدكتور منصور فهمي بك، فأحالني على فريق من أدباء دار الكتب الذين عاشروا حافظاً، فوجدت عندهم طرفة من هنا وطرفة من هناك، ثم. . . ثم اعتذار ببعد الشقة وداء النسيان! ثم سألت كثيرين غير هؤلاء فما تحقق لي رجاء! فأين أجد أخبار (حافظ) - أيها الناس - وقد مات في عام ١٩٣٢، فهو لم يمض عليه أكثر من عشر سنوات؟ أين أجد أخبار حافظ، وقد كان بالأمس القريب ملء الأسماع والأبصار والقلوب؟. . . وماذا يكون حديث الأجيال القادمة عن حافظ وإخوانه من الأدباء والذين عاشروهم لا يعرفون عنهم ما يخف في الميزان أو يثقل؟. . . وماذا عندكم أيها الأدباء؟