الكتاب برمته دون الاكتفاء بترجمة مختصرة له لدليل رائع على أن الغذاء الروحي لم يستغن عنه في هذا العهد الذي يسوده الهدم والتخريب
طيلسان ابن حرب
جاء في ديوان إسماعيل صبري باشا ص ٩٦ ما نصه:(طيلسان ابن حرب يضرب به المثل في القدم والبلى؛ وسبب ذلك أن ابن الرومي الشاعر المعروف كان قد مدح ابن حرب فخلع عليه طيلساناً بالياً، فقال في ذلك الطيلسان شعراً كثيراً حتى صيره مثلاً لكل ما بلى ورث. فمن ذلك قوله:
يا ابن حرب كسوتني طيلساناً - رقّ من صحبة الزمان وصدا
طال ترداده إلى الرفو حتى ... لو بعثناه وحده لتهدى)
وليس من شك في أن هذا القول لا نصيب له من الصحة؛ فالذي نعرفه أن محمداً بن حرب أهدى إلى الحمدوني طيلساناً خلقاً، وكان الحمدوني يحفظ قول أبي حمران السلمي في طيلسانه الذي يقول فيه:
إذا ارتداه لعيد أو لجمعته ... تنكب الناس لا يبلى من النظر
فجارى الحمدوني أبا حمران حتى بلغ ما قاله في طيلسانه حوالي مائتي مقطوعة منها:
يا ابن حرب كسوتني طيلساناً ... مل من صحبة الزمان وصدا
طال ترداده إلى الرفو حتى ... لو بعثناه وحده لتهدى
ومن ذلك نتبين أن البيتين للحمدوني وليسا لابن الرومي كما زعم الأستاذ شارح الديوان. ولعل اختلاط الأمر على الأستاذ جاء من أن ابن الرومي كان ممن قالوا شعراً في هذا الطيلسان نفسه
(المياسرة)
عوض الدحة
أين أخبار حافظ
شُغلت منذ حين بدراسة الناحية الفكاهية في حياة شاعر النيل المرحوم حافظ بك إبراهيم، إذ كان أعجوبة في مرحه ولهوه ودعابته، واقتضى ذلك البحث أن أجمع ما يمكن من الملح