للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحيوان القذر اللسان. . . . انتظر، سأنتقم منك، إني سأذهب إلى السيد وأخبره كيف كان هذا الوغد يغشه وكيف يسرق التبن والعلف. وسأقنع السيد أن هذا الوغد يكذب في كل ما ينقله عنا

- لا لا: أيتها المرأة لا ترتكبي خطيئة.

أية خطيئة؟ أو ليس حقا ما اقوله؟ أنني أعرف صدق ما سأتحدث به وسأفضي بكل شيء للسيد. ولم لا؟ ماذا نفعل الآن؟ أين نذهب؟ لقد حطمنا، وانفجرت المرأة باكية متأوهة سمع جبرازيم الحديث كله وكأن خنجر نفذ في أوصاله.

لقد تحقق أي بلاء كان يجره إلى هذين الشيخين وشعر أن قلبه يتمزق وقف حيث كان زمنا طويلا محزونا غارقا في الفكر، ثم دار على عقبيه وذهب ثانية إلى غرفة الحوذي الذي سأله عندما رآه.

- هل نسيت شيئا

وأجاب جيرازيم متلعثما: لا. . . لقد أتيت. . . أستمع إلي. . .

أود أن أشكرك كثيرا على حسن استقبالك أياي، وكل ما عانيته من أجلي. . ولكني لا أقبل العمل هنا.

- ماذا؟ ماذا تعني؟

لا شيء. لا أرغب في العمل هنا، سأبحث عن عمل آخر. وانتابت يجور حدة غضب وقال:

- هل تعني أن تجعلني مجنونا في رأي سيدي؟ هل تعنى ذلك أيها الأبله؟ لقد أتيت تتضرع في وداعة وترجو المساعدة.

والآن ترفض العمل. أيها الوغد لقد أخزيتني!

وصعد الدم إلى الوجه جيرازيم وخفض عينيه ولكنه لم ينبس ببنت شفة.

وأدار يجور ظهره في احتقار وكف عن الكلام وعندئذ ألتقط جيرازيم قبعته بهدوء وترك غرفة الحوذي وعبر الفناء مسرعا ثم اجتاز باب المنزل وابتعد عن الدار مهرولا

وكان يشعر بالسعادة والفرح. . .

ن. ع. م

<<  <  ج:
ص:  >  >>