للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم عاد بعد ذلك الابن الرابع صاحب المصباح الأصفر فإذا بمصباحه قد خبأ ضوؤه وهو ما يزال يسعى وراء المال وجمعه؛ وكان هذا هو كل ما حصل عليه. فقال: (يا أبي، أنني رجعت دارنا لأموت) ثم سقط على الأرض وفارق الحياة

وعاد الابن الخامس ذو المصباح الأسمر وكان سلطان شهواته ورغباته وأثرته لم يبق له خليلاً ولا صديقاً، ولم يجلب له سلاماً أو طمأنينة فرجع إلى أبيه بائسا مسكيناً

وعاد بعد ذلك الابن الخامس ذو المصباح الأخضر فإذا به قد قضى حياته كلها يحيه الخوف والجزع، ذلك فانه لم يؤمن بالله، ولم يعرف أنه أرحم الراحمين، فاحترق مصباحه بين يديه، ونفذ زيته، وأخذه الشك والخوف من كل مكان، وكان نصيبه الوحدة والهزؤ من الناس أجمعين

وأخيراً رجع الأبناء معاً يحمل أحدهم المصباح الأخضر - مصباح الحق - ويحمل الآخر مصباح الأبيض - مصباح الإيمان بالله - فقال للشيخ: (يا أبانا، لقد هدانا المصباحان سواء السبيل فاسترشدنا بهما وسط العواصف والأنواء، وكلما حزب الأمر واشتد الإغراء وجدناهما خير معوان لنا على مقاومة النفس والشر أينما كان. وهانحن أولاء نعود إليك نشكرك ونحييك ونخلص لك)

إبراهيم عبد الحميد زكي

<<  <  ج:
ص:  >  >>