نوعاً من الذهول جعله في عزلة عما يحيط به؛ حتى إنه لم يشعر بوجود خادم الفندق بجواره يقدم إليه شيئاً في صحن، حتى نبهته كبرى الفتاتين، فالتفت إلى الوراء فوجد الخادم، فقدم إليه برقية وقرأ على الغلاف: في خدمة صاحب الجلالة الملك. . . ففهم أنها برقية حكومية، وما كاد يفض الغلاف ويقرأ البرقية حتى أفاق من نشوته، وأظلمت الدنيا في وجهه، وأغمى عليه. . . فتناولت الفتاة الكبرى البرقية وقرأنها؛ فإذا فيها:
(الملازم الأول (جيمس باترمان) أصابته رصاصة قضت عليه. . .!)
(القيادة العامة)
وبعد أن عاد إلى حسه سمع صوتاً يردد:(يا رب، لا تسمح بإجابة هذه الضراعة، لأن فيها خرابي، بل خراب أمتنا العزيزة!) وتلا ذلك ضحكات ملئها السخرية والتهكم. . . ففتح عينه، فلم يجد مصدر هذا الصوت، ولم يجد جليستيه. . . ولكنه شعر بحفيف أشبه بحفيف الأجنحة أحدث تياراً شعر به!