اللحظة بالسعادة التامة. وقالت: أنت تعرف يا رلف أني أحبك ولكنك تعرف الذي يحول بيني وبينك. وعليك أن تبرهن على أنه خطأ.
قال رلف: إنني لا أستطيع يا بيرتا أن أبرهن على أني بريء؛ ولكن ألا تثقين بما أقول؟ إذا كنت تحبينني فيجب أن تثقي بما أقول.
فلم ترفع بيرتا رأسها ولم تجب. فوقف رلف ثم مشى متباطئاً نحو الباب وهو يأمل أن تستوقفه بكلمة. ولكنها لم تتكلم. ففتح الباب ورأسه منحنٍ إلى الأمام، واجتاز الممر على مهل وهو لا يزال يأمل أن تناديه. فلما صار عند باب الحديقة أخرج من جيبه اعتراف أخيها ومزقه بحالة تدل على أن عزمه على تمزيقه كان نتيجة فكرة فجائية. ووقف ذاهلاً وهو لا يعرف كم وقف.
وشعر بيد توضع فوق كتفه، وصوت رقيق يقول:(إنني يا رلف أكتفي بقولك فإني أثق بك وبما تقول).
عبد اللطيف النشار
تعليق المترجم
رحم الله الشاعر العربي الذي يقول:
بنفسي وأهلي من إذا عرضوا له ... ببعض الأذى لم يدر كيف يجيب
ولم يعتذر عذر البريء ولم تزل ... به سكتة حتى يقال مريب
لقد ظلموا ذات الوشاح ولم يكن ... لنا في هوى ذات الوشاح نصيب