التي كانت تعتقد أنه ارتكبها قد حال بينها وبين الجواب الذي تود من صميم قلبها أن تجيب به.
ومشى رلف نحو الصورة التي كان ينظر إليها أولاً ويلاحظ الشبه التام بين صاحب هذه الصورة وبين أخ لبيرتا؛ ثم عاد إلى الالتفات نحوها وقال: وقال إذا برهنت لك على براءتي، فهل تتزوجين مني؟
فأطالت نظرتها إليه وقالت: ربما، ولكن من الصعب أن أعد. إنك الآن غريب وإن أخي. . .
ثم أحنت رأسها فاغرورقت عينا رلف بالدموع وقال بصوت يدل على التأثر: لقد علمت.
قالت بصوت فيه رنة البكاء: هل سمعت؟
فلم يجبها ولكنه عاد الالتفات للصورة.
قالت: لقد كنت أحبه؛ وبعد ذلك الحادث استقال من منصبه، وكنت أحاول منعه عن السفر ولكنه سافر وحصل على عمل في روسيا وقد مات بعد عهد قصير وكنت يوم سفره أشعر بأني فقدت كل شيء.
فقال رلف: لقد كنت معه عند موته.
التفتت بيرتا وأصفر لونها وابيضت شفتاها وأخذ يقص عليها كيف قام بواجباته في مدة المرض والاحتضار وبعد الوفاة. فقالت: شكراً لك يا رلف ولكن كيف قابلته؟
قال: بعد خروجي من السجن أردت السفر لأتناسى هذه النكبة وعلمت أنه سافر إلى روسيا فسافرت إليها فأدركته في الوقت الأخير.
وكان هو يتكلم يلاحظ ما يبدو عليها من التأثيرات، فأدرك أنه إلى ما قبل هذه اللحظة لم يكن يعرف مقدار حبها لأخيها.
وكره استمرارها على هذه الحالة النفسية فحاول تغييرها وجثا على ركبتيه بالقرب منها وأمسك بيديها وقال: ألا تسمحين يا بيرتا بأن تجعلي لي من قلبك مكان أخيك؟ إنني أجعل حياتي كلها وقفاً على إسعادك. تعالي نسافر من هنا فنقيم في مكان بعيد نحاول فيه نسيان هذه الذكريات.
فخلَّصت بيرتا إلى إحدى يديها من بين يديه ووضعتها فوق رأسه. فشعر رلف في هذه