السابعة صباحاً. وكان زوجها في الخارج، فعاد في التاسعة والنصف وقد وضع منديله على شفته، فأخبرها أنه بينما كان يتنزه في قاربه، هبت ريح عنيفة أزاحت (الدفة) فأصابته في شفته العليا؛ وسألته زوجه متى كان ذلك؟ فأجابها: حوالي الساعة السابعة!
وحادثة أخرى. . . استيقظت آنسة تدعى مس كينج من نومها في أحد أيام الأحد في الساعة الرابعة على صوت يناديها:(تعالي إلي يا تريكس، إنني مريضة جداً). وأرسلت الآنسة كينج إلى الجمعية كتاباً تذكر فيه أنها عرفت صاحبة الصوت وهي إحدى صديقاتها وتدعى المس ريد، وهي الوحيدة التي تناديها باسم (تريكس). فكتبت في نفس اليوم إلى المس ريد - على مبعدة مائتي ميل من صديقتها - تخبرها بما سمعت، فردت عليها المس ريد تخبرها بأنها في ذلك اليوم وفي تلك الساعة أحست بألم شديد، وظنت أنها سوف تموت، فمدت يدها إلى صورتها (صورة المس كينج) وقالت لها: (تعالي إلي يا تريكس إنني مريضة جداً، تعالي إلي)!
هذه التجارب والوقائع وغيرها تثبت ظاهرة التلباثي. ولكن كيف ينتقل التلباثي وينتشر؟ ذلك سؤال لم يجب عليه العلم جواباً شافياً. ويقول الأستاذ باريت: إنه ليس عندنا عنه أي فكرة، ولكنه يرى أنه لا ينتقل خلال أي وسط مادي أو أي عامل فيزيقي معروف، وقد يقربنا وجود اللاسلكي بأن نظن بأن الفكر ينتقل بنفس طريقة الرسائل اللاسلكية، أي بواسطة موجات أثيرية يمكن تسميتها (بالموجات المخية). ولا شك في أن حقيقة اللاسلكي تقرب إلى الأذهان ظاهرة التلباثي، ولكن ذلك لا يكفي.