فإن الفرقة بدأت بتشجيع هذا التأليف المصري، بل والذي أعلمه يقيناً أن مديرها خليل بك مطران جعل همه الأول منذ اللحظة الأولى أن يكون افتتاح عمل الفرقة برواية مؤلفه من مؤلف مصري، وقد تم له ذلك
وأظهر به مبدأه الذي يريد إعلانه، وهو تفضيل الروايات المؤلفة من مؤلفين مصريين
على أنه يلوح لي أنها استعانت بالرواية المترجمة أو المقتبسة، كي تجعل لها اسماً بين رواد التمثيل، وقد تعودوا ذلك، لكي تجذب إليها الجمهور، وكذلك لكي تعرض أنواع الروايات المختلفة التي احتوتها عصور التمثيل القديمة والحديثة حتى يتكون عند الجمهور الذوق الروائي فيقبل على هذا التمثيل الراقي. غير أني أرى أن يكون معظم مجهود الفرقة موجهاً إلى تشجيع التأليف، وإلى خلق مؤلفين مصريين، وإلى إيجاد طائفة من هؤلاء المؤلفين
أما الموضوعات فأنها معروضة في حياة العالم فهي كثيرة متوفرة مستمرة، والمهم أن يوجد المؤلف الذي يأخذ منها مادة لروايته.
وليس من مانع أن تمثل الفرقة روايات أجنبية كما تفعل كل الأمم، ولكن الأهم أنها تخلق أولاً مسرحاً مصرياً ممتازاً برواياته وبمؤلفيه.
وقال عن لغة الرواية وصياغتها (إن لكل رواية ما يناسبها، غير أنه يجب أن تتراوح لغة المسرح بين أرقى أنواع الفصحى، (وليس معنى هذا اللغة المعقدة المقعرة) وبين السهلة الكلامية الصحيحة النظيفة (وليس معنى هذا اللغة المبتذلة)
هذا وفي التاريخ المصري القديم والحديث مجال واسع للتأليف؛ فإن مادة التاريخ وحوادثه تجذب الجمهور، كما أنها تربي الروح القومية، والأمة عطشى إلى من يسقيها ذلك وأريد هنا لفت النظر إلى مادة التاريخ لجذب هذا الجمهور النافر
ثم ختم كلامه بشهادة طيبة لمدير الفرقة الواسع الصدر، فلولا تحمله وصبره وجلده في هذه السن، ولولا مكانته الشخصية البارزة لضاعت الفرقة. فهو دعامة ارتكزت عليها الفرقة يعرف فضلها كل واقف على دخائل الأمور ثم حمد تحمس سعادة العشماوي بك لرسالة الفرقة وإنقاذه سفينتها من الغرق.