للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنه لن يقوم إلا بعد أن يربح، وسوف يربح آخر الأمر. . .

واستمر عقرب الساعة يدور، واستمر العرق البارد يتقصد من جبينه، واستمرت الأوراق المالية تخرج من جيبه. وهو جالس لا يعي، ينظر إلى أمواله بنظرة الذئب الجائع إلى الطير الذي يملص من بين مخالبه: وما عاد يفكر في زوجه، ولا في ابنه، ولا في الساعات التي تمر، ولا في أي شيء آخر عدا إعادة ما خسر!

واستمر اللعب حتى لاحت أنوار الشمس مؤذنة بمجيء الصباح. . .! فقام الجالسون وقد أنهك اللعب أعصابهم، وأنهك السهر أجفانهم. حينئذ تذكر صاحبنا زوجه! التي تركها تعاني آلام المخاض في أول الليل. . . فتألم وكاد يبكي! فإن حظ ولده الذي لم يره بعد هو أتعس حظ لعب عليه حتى الآن! فقد خسر ما لم يخسر مثله منذ زمن طويل. . . فلعن الأبناء ولعن نفسه، فهرع مسرعاً ليرى ما حل بزوجه؛ ولكنه ما أن دخل البيت يسأل الخادمة حتى صفعته بخبر لم يتوقعه أبداً. فقد قالت له وهي تبكي:

البقية في حياتك يا سيدي. . . أين كنت طول الليل؟ لقد ماتت؟ لكنها ولدت توأمين وهما في صحة جيدة!.

العراق

كارنيك جورج

<<  <  ج:
ص:  >  >>