المرأتي،. . بالقرية الرابضة في الخلاء. . بنفسه. بالعالم كله!
لقد أجهشت تلك المرأة العجوز بالبكاء. . لا لأنه عرف كيف يروي عليها القصة. . بأسلوب له عمل السحر في النفس. . وإنما لأن بطرس. . متصل بها. . قريب منها. . ولأن ما ساور دخيلته قد هز كيانها. . واستحوذ على مشاعرها. . .
وطغت عليه موجة من المرح بغتة. . فوقف. . ليتنفس وفكر هنيهة. . قائلاً:
- ألا إن الماضي لمتماسك بالحاضر. . بحلقات من الحوادث تربط بعضها بعضاً.! وخيل إليه أنه أدرك كنه هذه الحلقات. . إنه حين يقبض على حلقة تتحرك الأخرى. . .
ثم خاض النهر في أحد القوارب. . وصعد إلى التل. . ووقف يرنو عبر قريته ثم إلى الغرب حيث يلوح في الأفق البعيد خيط واه من النور خلفته الشمس الحمراء. .
وظن أن الجمال المبدع. . والحق الخالد. . اللذين قادا ركب البشرية المواج. . هنالك في الحديقة. . وفي فناء الكاهن الأكبر،. ما زالا على جبروتهما حتى الساعة. . بل إنهما أحوج ما تكون إليه الإنسانية. . وذلك العالم الأرضي!
وبدأ يستشعر شيئاً فشيئاً. . بالحيوية. . والقوة وذلك الانتظار الحلو للسعادة - وهو انتظار لا يمكن الإحاطة بكنهه - ترقب لسعادة مجهولة غريبة. . وانقشعت السحب من أمام عينيه. . فبدت الحياة رائعة. . زاخرة بشتى المعاني النبيلة. . .