قال الأستاذ البهنساوي في مقدمته (من بين فنون الأدب وطرف البلاغة تفردت القصة بالذيوع، وخصها جمهرة المطالعين بالأولوية، وحبسوا عليها أوقات فراغهم؛ والسر في ذلك هو اتصال الرواية بالحياة، ففيها تأخذ الحوادث بأعناق بعضها زاخرة بالشخصيات، وقد أفرغ عليها الكاتب من فنه المبدع ما يجعلها ماثلة أمامك يجري فيها الدم تهتف بالبقاء للبقاء فتكون متعة للناس، ومطلبهم جيلاً بعد جيل).
وقال الأستاذ أدهم:(والقصة في العصر الحاضر كثيرة الألوان متنوعة الشكول، تكاد تتحدى كل تعريف وتتجاوز كل تحديد، وتختلف صورها لاختلاف العقول وتباين الأمزجة فلا يستطيع الإنسان أن يحدد معالمها، ويحصي سماتها وملامحها) وكما كانت القصة أصدق في تصوير الواقع وترديد صدى الحياة كانت أدخل في الأدب والفن وأدنى إلى البقاء والخلود).
وأعيد هنا ما سبق لي قوله في مقدمة كتابي (شعاب قلب) لا شك في أن القصة قصيرة كانت أم طويلة، هي خير وسيلة للتعبير عن الخلجات الإنسانية، وأرحب مجالاً للذهن الخصب، وأبرع حيلة يحتال بها صاحب الرسالة على عقول ومشاعر لا تؤخذ ولا تستصلح إلا بالحيلة والتشويق).
وددت لو أقف طويلاً حيال قصة من تلك القصص والأقاصيص الممتعة التي دمجها المترجمان الفاضلان في أدبنا العربي، ويسرني أن أقول إنه سيكون لكتابيهما الأثر الفعال في الإعداد لإنشاء القصص، وأنهما سيخلدان ذكراهما كمترجمين أمينين، وأنهما يعينان على النهضة الأدبية وتوسعة آفاقها وتهيئة الأسباب القوية لتبلغ المقام الحق بها بين أوفى اللغات في هذا العصر.