أما مؤلفنا فكان في أغلب هذه الأحوال محسناً لكتابة هذه الألفاظ بضبطها الصحيح.
ولنا في هذا النوع بعض ملاحظات على مؤلفنا منها أنه لم يكن يجوز لعالم مثله أن يستعمل أسم البتراء دون أن يشير إلى اسمها الحقيقي القديم الذي منه اشتقت كلمة بتراء المحرفة، فالمؤلف يعرف أن البتراء التي تعرف اليوم بوادي موسى كانت عاصمة لبني أدوم قديماً ثم للأنباط في العصور المتأخرة، وقد عرفت باسم سلع ومعناه: الصخرة، ثم جاء اليونان وترجموا هذه الكلمة إلى اليونانية وأطلقوا على هذا المكان اسم بترا أي الصخرة أو الحجر
وكان عالمنا المرحوم احمد زكي باشا كلما قرأ لبعض الكتاب كلمة بتراء بدلاً من سلع هاج وماج لأنه يعرف أن العرب أنفسهم كانوا يستعملون في القديم كلمة سلع لا كلمة البتراء، وقد أشار إلى ذلك في جملة مقالات نشرت بجريدة الأهرام قبل وفاته بزمن قليل
وفي الباب السادس يبحث في حالة بئر السبع في وقتنا الحاضر، ومع أنه موجز فإنه شامل كامل لأن المؤلف من الأفراد المعدودين الذين خبروا البلاد خبرة وافية.
ولا ننسى أن نشير إلى تلك الخريطة المفصلة لفضاء بئر السبع فهي بلا شك أول خريطة علمية دقيقة مبينة لمواطن القبائل العربية ومعينة لأسماء الأمكنة في تلك البيداء الشاسعة الأطراف.