- الفرقة القومية ما برحت تتطوع وتتهادى في عملها، ولم تستقم لها بعد طريقة خاصة أو سياسة مقصودة وذلك بحكم أنها مؤسسة جديدة تقوم بمهمة إذاعة فن جديد في مصر، ولا ادري ما الذي يمنعها من أن تستخلص لها خطة بعد التجاريب التي أفادتها في السنوات الأربع التي مضت على تأسيسها.
المال لا يعزها، ومعينها في عطف وزارة المعارف واسع المدى، فهي بذلك تعمل في ظروف جيدة لم يسبق لفرقة مصرية أن عملت فيها.
فمن حيث فن التمثيل لم تقدم الفرقة جديداً، لأن المشتغلين فيها عملوا على المسرح سنوات عديدة، والبعوث التي بعثت بها إلى الخارج لم تعد بعد. فلا ندري ما عسى أن تلقاه في هذه الناحية من توفيق ونجاح. وشأن فن الإخراج كشأن فن التمثيل
ومن حيث الرواية فإنها لم تقدم كاتباً يأبه له، وعملها في المسرحيات المترجمة يطغي على حرصها على تنشيط المؤلفين المصريين وتجيعهم. وهنا موضع العجب، ففي الوقت الذي يقول فيه أحد أعضاء لجنة قراءة الروايات:(إن الفكر الروائي المسرحي آخذ في التقدم إلى الكمال بل إلى الكمال السريع) نرى أن نتاج هذا الفكر ضئيل يتنافى مع ما يقرره أعضاء اللجنة فلا ندري هل الجنة أخطأت في تقديرها؟ أم إن مدير الفرقة لا يؤمن بما تؤمن به اللجنة، وأنه لا يحب الرواية المصرية لوجه الشيطان. . .!
أما من حيث الجمهور فقد أخفقت الفرقة إخفاقاً تاماً في اجتذاب أي طبقة من طبقات الجمهور في مصر، ولو اقتصر معينها المادي على إيرادها من جيوب الجمهور لما استطاعت أن تصمد شهراً واحداً