السفينة وهي مقلعة وسائرة برهة في الطريق الذي تسير فيه السفن إلى وطني. . . سأركب هذه السفينة يوماً ما. . . وأعود إلى وطني، وأرى بافلوفنا، وسونيا، وأولجا مرة أخرى. . . إنني أجيء إلى هنا كل أسبوع وأرقب السفن وهي مبحرة وأتخيل إلى ذلك اليوم سيأتي ولا بد أن يأتي. . . فلا تحسبن أنني جئت أودع الصعاليك أمثالك!. . . فاستغرقت في الضحك.
- لا تقولي هذا يا كاترينا. . . إنني مسافر اليوم وسأعود غداً لأراك ولا بد أن نلتقي ثانية.
- حقاً. . .؟
- أجل. . . لا بد وأن أعود في العام المقبل وكل عام بعده لأرى كاترينا. . .
- والآن اصمت واقترب. . . أرأيت؟ إننا لا نستطيع أن نتصافح. . . انتظر لا بد من ذلك. . .
واحمر وجهها ولمعت عيناها، وظهرت في أبدع ما كونها الله. . . فقد اختلجت شفتاها، وتهدل شعرها، ورف لونها، وتورد خداها. . . وعلت أنفاسها، ومالت برأسها إلى الوراء، وارتفعت بجسمها قليلاً. . . وانحنيت عليها. . . والتقت يدانا. . . وتصافحت أنفاسنا. . .