أول من وضع مصنفاً في أصول الفقه على أسس علمية. قال مصطفى عبد الرزاق:(إذا كان الشافعي هو أول من وجه الدراسات الفقهية إلى ناحية علمية فهة أيضاً أول من وضع مصنفاً في العلوم الدينية على منهج علمي بتصنيفه في أصول الفقه. . .) واعترف الرازي بفضل الشافعي فقال. . . (اتفق الناس على أن أول من صنف في هذا العلم رأي أصول الفقه - الشافعي. وهو الذي رتب أبوابه وميز بعض أقسامه من بعض وشرح مراتبها في القوة والضعف. . .) ويقول جولد زيهر: (وأظر مزايا الشافعي أنه وض نظام الاستنباط الشرعي في أصول الفقه، وحدد مجال كل أصل من هذه الأصول.
وقد ابتدع في رسالته نظاماً للقياس العقلي الذي ينبغي الرجوع إليه في التشريع من غير إخلال بما للكتاب والسنة من الشأن المقدم. رتب الاستنباط من هذه الأصول ووضع القواعد لاستعمالها بعد أن كان جزافاً. . .)
ويتجلى أسلوب الشافعي العلمي رسالته فهو يسلك في سرد المباحث وترتيب الأبواب نسقاً مقرراً في ذهن مؤلفها (وقد يختل اطراده أحياناً ويخفي وجه التتابع فيه، ويعرض له الاستطراد ويلحقه التكرار والغموض ولكنه على ذلك كله بداية قوبة للتأليف العلمي المنظم، في فن يجمع الشافعي لأول مرة عناصره الأولى). . .
وتتجه الرسالة اتجاهاً منطقياً إلى وضع الحدود والتعاريف أولاً ثم الأخذ بالتقسيم مع التمثيل والاستشهاد لكل قسم. (وقد يعرض الشافعي لسرد التعاريف المختلفة ليقارن بينها وينتهي به التمحيص إلى تخير ما يرتضيه منها. . .).
وكذلك تمتاز الرسالة بالأسلوب الذي اتبعه في (الحوار الجدلي المشبع بصور المنطق ومعانيه حتى لتكاد تحسبه لما فيه من دقة البحث ولطف الفهم وحسن التصرف في الاستدلال والنقض ومراعاة النظام المنطقي حواراً فلسفياً على رغم اعتماده على النقل أولاً بالذات واتصاله بأمور شرعية خالصة).