وأقبلت العمة طون فرحة مستبشرة، وقالت: لقد فقست دجاجتي السمراء سبع بيضات، وفسدت ثلاث!
فخفق قلب العم طون، وسأل نفسه: وأنا. . . كم من البيض سيفسد؟! وأحس بدغدغة تحت ذراعه الأيسر، فخفق قلبه، وبكل احتراس، مد يده تحت ذراعه، وقبض على شئ ناعم صغير، كان يحاول التملص منه بقوة، فخاف عليه، وأرخى أصابعه، فقفز على لحيته، ثم على صدره!
كانت الحانة محتشدة بالناس، فلما رأوا الحيوان الصغير يقفز على صدر العم طون اندفعوا نحوه، والتفوا على شكل دائرة حول فراشه، وشقت الجمع المحتشد العمة طون، وأمسكت بالكتكوت الصغير، وهي أسعد ما تكون!! وصاح العم طون فجأة: وهذا واحد آخر يلعب تحت ذراعي اليسرى!
وشمرت العمة عن ذراعيها، واستعدت كأمهر قابلة، لاستقبال الكتكوت الجديد! وأخذ الحاضرون يفحصون هذه الكتاكيت في كثير من الدهشة والعجب والحيرة!
وقفزت أربعة كتاكيت أخرى، فانتفخت أوداج العم طون لهذا النصر الباهر الذي فاق به الدجاج الممتاز، العريق النسب!. ثم صاح بصوت مرتفع في حين كانت زوجته قد حملت الكتاكيت لتعطيها لدجاجتها السمراء - وهذا واحد آخر. . .
وارتفعت ضجة العجب في جو الحانة. . . وأصر العم طون على الاحتفاظ بآخر الكتاكيت في فراشه. . . فقد كان يشعر بحب عميق لكتاكيته، كما تشعر المرأة نحو وليدها! ولكن العمة طون لم تقتنع، فأخذت منه الكتكوت الأخير بكل قسوة، وأرسلته لعناية دجاجتها السمراء!
انصرف القوم، وهم يفسرون هذه الحادثة الغريبة في بابها، شتى التفاسير، فاقترب صاحب الاقتراح الخبيث في أذن العم طون وهمس فيها: أتدعوني لحفلة العماذ أيها العم. . . أليس كذلك؟! فأجاب العم طون طبعاً. . . طبعاً يا ولدي!