وكم يكون منظره مثيراً للضحك حين يراها، وهي تقترب منه كالصاعقة، فينكمش في فراشه، خائفاً وجلاً من ضرباتها التي يتلقاها على بطنه الكبير، فيكون لها دوي الطبل!
وذات يوم أراد أن يلعب أحد الزبائن دوراً مضحكاً، على هذه المرأة العجوز التي لا يعجبها العجب، أتدرين ماذا كنت أفعل لو كنت مكانك؟
فرمته بنظرات خبيثة، وقالت له: ماذا كنت تفعل؟
فأجابها متكلفاً الجد: إن جسد العم طون أشبه بفرن تتأجج فيه النار، فلماذا لا تضعين تحته بعض البيض فيفقس كما تفعلين مع دجاجك؟! فهمست متعجبة: أيمكن هذا حقاً؟
- ولم لا؟ ما الفرق بين أن نضع البيض في صناديق حارة وبين أن نضعه تحت فراش يبعث أكثر من هذه الحرارة؟
- وراحت العمة طون تفكر في هذا الاقتراح، وتجهد عقلها المتحجر في التفكير في هذا الاقتراح العظيم!!
وبعد ثمانية أيام، جاءت إلى زوجها تحمل عشر بيضات، وقالت له: لقد وضعت الآن عشر بيضات تحت دجاجتي السمراء، وهذه عشر بيضات أخرى، ضعها تحت ذراعيك، وحافظ عليها لئلا تنكسر! فصاح العم طون - ماذا تعني؟!
- أعني أنك سترقد على هذا البيض كما نفعل مع الدجاج، وسننتظر ما يحدث!
ورفض العم طون بكل إباء وشمم، أن يرقد على البيض كدجاجة صغيرة، وحاول أن يحتج على تصرف زوجته، ولكنها صاحت فيه، ليس من المعقول أن تبقى هكذا نائماً على ظهرك، تأكل وتشرب، ولا تنفعنا بشيء!!
وأمام تهديداتها وغضبها الذي يتحاشاه، قبل العم طون أن يضع البيض تحت ذراعيه! وظل جامداً في مكانه، لا يتحرك خوفاً على البيض أن ينكسر، وبدا عليه الاهتمام العظيم، وقد حمل الأمر على محمل الجد!
وسرعان ما سرى النبأ بين الزبائن، فبدأ عليهم العجب، وراحوا يتساءلون، ترى كيف يفرخ الرجل!!
وما كادت تبلغ الساعة الثالثة، حتى ساءت صحته، وبدا عليه ما يبدو على المرأة التي حانت ساعة وضعها، وتصبب العرق من جبينه، ولم يعد يسمع ضجة الناس المحتشدين في