ووقع نظري في تلك اللحظة على خنجر غائر النصل في عنقه الأبيض العاري. وقد فتشت الغرفة قطعة قطعة وجزءا جزءا علي اعثر على أحد. فلم أجد أثرا يدلني على المجرم. والشيء الذي أدهشني وحيرني اكثر من غيره هو الكيفية التي دخل بها المجرم إلى مسكني بالرغم من أنني اتخذت كل الاحتياطات اللازمة لمنع أي كائن غريب من الدخول أليه ونبهت على الخدم بمراقبة كل شخص يستريبون فيه أو يشكون في أمره. ولكنني ارجح أن المجرم قد دخل من النافذة إذ من الممكن فتحها من الخارج. ولما كانت غرفة الهولاندي في الطابق الأول، فمن هنا يسهل التسلق اليها، والدخول فيها دون أحداث أي جلبة أو صوت.
وأخيرا سكت محدثي ليشعرني بانتهاء قصته. فلما رآني غير مرتاح إلى هذه النهاية المحزنة نظر آلي متأسفا وقال:
أظنك غير مرتاح إلى نهاية هذه القصة؟
فنظرت أليه نظرة حالمة وقلت:
إنها لا بأس بها على أي حال، ولكني كنت افضل سماعها في صباح الغد عند تناول الإفطار.
فضحك صديقي ضحكة قصيرة خافتة وقال:
أرجو المعذرة لأنني لم أكن أظن أنها ستؤثر في نفسك إلى هذا الحد.
قال ذلك ثم حياني تحية المساء واغلق وراءه باب غرفتي وانصرف.