للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الانتصار المتوالي عليهم. . . ثم ختم الرسالة بقوله: إنك يا أماه ستفخرين كل الفخر عندما أعود إليك مرفوع الرأس عقب الانتصار النهائي على (بن صهيون) وأقص عليك تفاصيل المعارك التي خضناها، وسيرة الأبطال الذين اشتركوا معي في هذا الجهاد المقدس). ثم سالت من عيني سعيد قطرات من الدموع مسحها براحتيه، والتفت إلى زملائه الذين أحسوا مثل إحساسه وهو يقول: ولآن علينا أن ننتقم لمحمد. أليس كذلك أيها الأصدقاء؟ فأجابه الجميع في صوت واحد: نعم يا سعيد! سننتقم له أشد الانتقام!

قال من نقل إلى هذا الحديث - وهو ممن خاض جميع المعارك مع هذه الكتيبة، قبل أن تزحف الجيوش العربية النظامية إلى فلسطين، وكان ضابطاً في الجيش برتبة الملازم الأول، فترك وظيفته وتطوع في جيش الإنقاذ - استرحنا يومين كاملين، تم فيهما استعدادنا، وعادت إلينا حيويتنا، ثم قمنا بهجوم خاطف عنيف على مراكز العدو في تلك البقعة، واشترك معنا سعيد، وأبلى فيه بلاء حسناً، واستشهد وهو ينزل العلم الصهيوني ليرفع مكانه العلم العربي فوق برج المستعمرة.

واحتفلنا بجنازته احتفالا رهيباً، ودفناه بجوار (محمد القائد البطل) ووضعنا بجوار قبريهما حجراً كبيراً خططنا عليه تاريخ استشهادهما في الهجومين المتوالين، ليذكر الذين يزورون الأراضي المقدسة تلك الأعمال الحربية العظيمة التي قامت بها الكتائب المتطوعة في تنظيف فلسطين من الوباء الصهيوني.

والآمال كبيرة في الجيوش النظامية ألا تدع صهيونياً واحداً يتنفس هواء تلك البقاع الطاهرة التي روتها دماء المجاهدين الأحرار.

ثم انحدرت على وجه صديقي (صدقي) دمعة كبيرة وهو يستنزل الرحمة لزملائه الأبطال.

وهبي إسماعيل حقي

عضو البعثة الألبانية بالأزهر

<<  <  ج:
ص:  >  >>