فقال عبد الرازق باشا - والشيخ احمد الزين حاضر - إنني أنكرت ذلك أيضا، فلما لقيت صبري باشا لم أكتمها عنه فكان جوابه: إن الشيخ الزين رجل مثابر علي الود، فلما هم بطبع ديوانه سألني أبياتاَ فلم تسعفني القريحة. ولما تكرر منه الطلب لم يسعني إلا أن أقول له - وهو شاعر أيضا - اصنع أبياتا لنفسك على لساني. فلما أهدي إلي ديوانه قرأتها كما قرأتموها، وصبرت على ما لم تصبروا عليه
وأقول: إنك يا دكتور - وأنت ذواقة - حين تقرأ الأبيات لا ريب تنكر نسبتها إلى سائر شعر صبري باشا، أو تتردد طويلاَ جداَ على الأقل. وهاهي ذي ليشترك معك ومعي قراء الرسالة في الحكم:
إذا كنت يا زين زين الأدب ... فأن كتابك زين الكتب
قلائد طوقت جيد البيا ... ن بهن وحليت جيد العرب
خلائق تزري بنفع الرياض ... إذا ضحكت من بكاء السحب
وما المرء إلا (خلاق) كريم ... وليس بما قد حوى من نشب