للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عنوانها (من السما)

وهذه الأقاصيص كتبت بأسلوب عربي جيد ممتع، غير أنك تقع في أثناء الكتاب على بعض الهنات اللغوية وهي قليلة جداً. وأرى أنها من المطبعة أكثر منها راجعة إلى قلم الكاتب. وتجد واحدة من قصصه كتبت بالعامية الدارجة، كذلك كتب مسرحية باللغة العامية

والكاتب شديد الولع بالشقراوات من النساء، فبطلات أقاصيصه كلهن شقراوات، وفي هذا تكرار للصورة الواحدة، في قصص مختلفة، في مجموعة واحدة. والحق أن هذه الصورة المتكررة بعثت في نفسي شيئاً من الضيق؟ كذلك نرى الكاتب يغرم بمشرب واحد من المشارب العامة في الإسكندرية كلها. فكلما أراد أن ينقل شخوص أقاصيصه إلى مشرب عام نقلهم إلى (كارلتون)، كأن الإسكندرية خلت إلا من (كارلتون)

والأستاذ كتب قصة الأميرة الراقصة في شكل يوميات، وقد وفق في ذلك. وهو يبث في قصصه فكرات اجتماعية عميقة ويحلل بعض نواحي مجتمعنا المصري في الطبقات الوسطى والمترفة، كما أن له قدرة في الحبكة القصصية، ولم أطراف الموضوع، والتسيطر على قلمه، وفي قصصه وحدة فنية، فالفكرة الأساسية واضحة بارزة

ومسرحية (من السما) لم أستطع أن أسكت على بعض حوادثها، فهي عندي مفتعلة، وليست صادرة عن منطق الحياة. فهو يظهر فيفي وهي التي بلغت السادسة عشرة من عمرها في مظهر ساذج. وأرى بعض الوقائع تبعد عن الواقع، ولا سيما إذا لاحظنا أنها تقع في مصر، بل وفي صميم الريف

ولا يسعني ألا أن أهنئ الأستاذ شعبان فهمي بهذا التوفيق

(القاهرة)

إبراهيم أحمد أدهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>