(هدى! لقد التقينا أخيراً. . .) أم تراه يحاول أن يُزِلَّها بالمكر والخديعة لتمنحه في غفلةٍ من زوجها بعضَ ما لا تملك!
ونبذتْهُ مذ عرفتْه وسقط من حسابها، وتحطم التمثالُ الجميل الذي أقامتْه في قلبها تقدْسه وتتعبّد له؛ ومحت كلمةٌ من شفتيه ما لم تمحه السنون من ذكريات الماضي فصار هباءً وعاد كما بدا!
ووازنتْ بين رجلٍ ورجل فشالت موازينُ ورجعتْ موازين، وانجابت الغشاوة عن عينيها فبعد لأيّ ما أبصرتْ، وعرفتْ. . .
. . . وشيعه زوجها إلى الباب وقفل إليها كأنه عائد من سفر طويل، ودفنت وجهها في صدره لتذرف آخر دمعةٍ على الماضي الذي ذهب ولن يعود؛ ورفعت إليه عينين مخضلَّتين بالدمع وعلى شفتيها كلمة حب لم يسمعها قط ولم تقلها منذ أظلمها سقف.
وكأنما كان قلبها في سجنٍ فحطّم أقفالَه وانطلق، وبدأ الحب يكتب تاريخاً جديداً في صفحة بيضاء!