المشكلات الأقليات فلم تحصل على طائل والإسلام لا يعرف الوطنية والعنصرية إلى هذا الحد الوثني، ويضع العلاقات البشرية على أساس معنوي، فإن الخلاف فيه أخف من الخلاف في المجال المادي الذي يثير أخس الغرائز وأعنفها وليس لديه اعتراف بسيادة أو عبودية، بل بالأخوة الشاملة. أما هزيمة القوى المعنوية، فهي اثر من آثار السيطرة على المادة، وسرعة التطور المادي وبطأ التطور الروحي، وتباعد الفروق بين الناس تبعا لحظوظهم من العم المادي ولعلاج ذلك يجب التوفيق السريع بين الروح والمادة قبل الكارثة الكبرى التي ستهدم الحضارة. والإسلام قد وفق بين الحياتين لئلا تستحيل نعم المادة إلى نقم كما وقع في الحربين الأخيرتين التي حطمت مدينتنا مرتين في ربع قرن. ولا ملجأ للقوى المعنوية إلا بالرجوع إلى منابع الرحمة والهدى في الأديان.