للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وراحت الأم تنبه جلالاً إلى أمر ذي خطر، وتوحي إلى ابنتها الصغيرة أن تسر إلى عادل أن يقطع صلته بهذا البيت فلا يزوره أبداً، فهو يخلق بزياراته مشكلة يعضل عليهم حلها.

ووعى الشابان كل ما سمعا. أما عادل فانطلق يتلمس دواءً لقلبه، وأما جلال فراح إلى غريمه يحدثه: (. . . وأنت تعلم - يا صاحبي - أنها سميت عليّ، وأنني أحبها، وأنني رجل حرب لا أومن إلا بأحد أمرين: الفوز في المعركة، أو الموت! فأنت حين تضحي تحفظ عليّ حياتي. . .) فأجابه عادل في هدوء: (وأنت حين تفوز في المعركة تقتلها وتقتلني معها)! قال جلال: (ولكنني قد أعددت كل شيء، وتستطيع أنت أن توهمها بأنك لا تليق صحياً، أو أنك تخشى انتقامي). قال: (وهذا لا أرضاه، وكيف أرضى أن تنهار كبريائي في نظر الفتاة، ولا تنس أن رجلاً ثالثاً سيعيش دائماً بينكما. لقد سبقتُك إلى قلبها، وإن كنت أنت سبقتني إلى خطبتها). قال جلال: (ولكنني أفزع إلى كرمك ورجولتك). فأجابه عادل: (هذا شيء لا أملكه، فنبضات قلبي وقلبها تتفقان معاً، فكيف أستطيع؟) فقال جلال في رجاء: (أرجو أن تفكر في الأمر ملياً قبل أن تهدم بيتاً توشك عمده أن تقام على أساس).

وافترق الشابان ابتغاء أن يقلّب كل واحد منهما الرأي، واتفقا على أن يضحي واحد في سبيل الآخر! وظل الشابان في تردد وحيرة، والفتاة في الدار لا تجد الخيرة من أمرها، وهي قد وافقت منذ حين على أن تتزوج من جلال. فمن عسى أن يضحي يا قارئي العزيز؟

كامل محمود حبيب

<<  <  ج:
ص:  >  >>