عليه منذراً إياهم انتقام غفار الضاربة في طريق تجارتهم إلى الشام
ولكن أتحسب ثانية أن ذلك كان ليصد أبا ذر عن العودة إلى الجهر بشعار الإسلام الذي تشربه قلبه؟ أتحسب خشية العدو المتجبر دلفت إلى قلبه الكبير فمنعته الهتاف بكلمة الأيمان؟ أتحسب ضعفه وكونه وقتئذ خامس خمسة هم كل مسلمي الأرض. . .
أتحسب ذاك ليوهن منه ويقهره على كتمان قولة الحق؟ هيهات! فلقد عاد من الغد لمثل ما كان أمس، وقد عادوا فضربوه، وثاروا إليه، لولا أن عاد العباس فأكب عليه. . .
وقدم أبو ذر على أخيه فأخبره بإسلامه فأسلم؛ وانطلقا إلى أمهما وقد وجدا مبتغاها. . . وجدا (الرب الكريم الجواد في الفضائل)، فلم يكن إلا أن تؤمن! ودخلت بعدهم (غفار) جلها في دين الله، فكانت من كتائبه المجاهدة، وكانت أهلاً لقول الرسول الكريم فيها:(غفار غفر الله لها!)