ولكني لا أجد مندوحة من ذكر بعض أغلاط، ربما لبست على الناشئة من قراء كتابه: ذكر أن الخطبة التي لم تشتمل على شئ من القرآن تسمى (بتراء) وذكر مثلا لذلك خطبة عمران بن حطان، وليس الأمر كذلك فالخطبة البتراء هي التي لم يحمد الله فيها ابتداء، وذكر كذلك الجاحظ في أول الجزء الثاني من البيان، وذكرته معاجم اللغة ومثلت له بخطبة زياد بن أبيه، ولا محل للإطالة وأما خطبة عمران وأشباهها مما لم يشتمل على شئ من القرآن فتسمى (شوهاء).
وذكر قوله تعالى (إن اللذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً) وقال إن في الآية استعارة، والذي نعرفه أن في الآية مجازا مرسلا، والفرق بينهما معروف للمؤلف.
ولا يسعنا في النهاية إلا أن نثني على المؤلف، ونرجو أن تتبع محاولاته هذه محاولات، وأن يكون - كما يقول - بداية تنتهي إلى غاية.