في ١٨٩٧ تسمى عذراء الهند ترجع حوادثها إلى زمن رمسيس الثاني وهي أول محاولة لشوقي في معالجة الفن السروائي ولكنها لم تنجح. وظهرت له بعد عامين رواية نشرتها مجلة الموسوعات تسمى لادياس قصد منها شوقي أن يصور حالة مصر بعد عهد ابسماتيك الثاني، وقد كتبها نثراً ولكنه نثر مطبوع بطابع العصر يمتاز بتكلف السجع وفيها يقول:(وكانت لادياس فتنة الناس، بالبذر الطالع في الفصن المياس. . .) ولقد تحرر شوقي من السجع بعد ذلك كما نرى في رواية أميرة الأندلس.
ولشوقي رواية ثالثة هي ورقة الآس.
ولا أحب أن أمضي في هذا التلخيص إلى نهاية الكتاب خشية الإطالة، فنحن بحد بعد ذلك ترجمة دقيقة للشيخ محمد شاكر الذي كان وكيلاً للأزهر في مطلع القرن العشرين وهو والد صديقنا الشيخ أحمد شاكر الذي ينشر الآن مسند الإمام أحمد بن حنبل.
ويحدثنا عن أدباء عرفناهم واتصلنا بهم مثل إسماعيل أدهم وفخري أبو السعود، وإسعاف النشاشبي، وأنطون الجميل.
فأنت ترى أن الكتاب قد جمع أعلاماً مختلفين اختلافاً شديداً ولكن تربطهم رابطة قويا هي رابطة الأدب في مصر الحديثة.
ويبدوا أن نصيب الشعراء أوفر ولا غرو فصاحب الكتاب شاعر تستجيب نفسه إلى الشعراء فتجمعه وإياهم صلة الصناعة، ولذلك كانت دراسته لهؤلاء الشعراء دراسة الحاذق البصير والناقد القصير.
ولقد لفتني ما ذكره عن شوقي من أن نثره يكاد يكون شعراً ففيها هذه الموسيقى التي تطرب لها الآذان ولذلك حاول أن يرد بعض نثره إلى الأوزان الشعرية مثل قوله في الوطن.
ومراد الرزق ومطلبه ... وطريق المجد ومركبه
فهو بيت من بحر المتدارك فقلت في بالي: وأنا اقرأ أسلوب عبد الغني وأحسن فيه بهذه الموسيقى التي ترتاح إليها النفس أن ذلك أثر من آثار صناعة الشعر وذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء من عباده.