يلقب بشاعر عباس الأول. وقد ترجم له ترجمة جيد درس فيها شعره محللاً أغراضه وبين الخصومة التي كان لا بد أن تقع بينه وبين شهاب الدين حتى بلغ من هجاء الدرويش لخصمه أن يقول له في قصيدة يهجوه فيها:
عاش دهراً وجهله في ازدياد ... ليته بعد لم يكن ليعيشا.
وينقلنا المؤلف بعد ذلك إلى الحديث عن علم من أعلام الأدب في مصر الحديثة كان له أثر عظيم وفضل كبير على نهضة الأدب في مصر هو الشيخ حسين المرصفي الذي ظل يدرس في الأزهر إلى أن كانت نظارة على مبارك فعهد إليه بالتدريس في دار العلوم وكان يحضر عليه كثير من أعلام العصر منهم على مبارك نفسه. وقد أختط في تدريس الأدب العربي والبلاغة منهجاً جديداً ظهره في كتابه المسمى بالوسيلة الأدبية قد وصفه على مبارك برقة المزاج ووحدة الذهن وشدة الحذق.
ونجد علماً آخر مجهولاً ولكنه أثر في الحياة الأدبية عن طريق الصحافة هو حسن حسني الطوبراني باشا والذي دعا المؤلف أن يترجم له هو سؤال سائل في مجلة الرسالة أن يتفضل أحد الأدباء برواية قصة الشاعر المغمور. فأفتتح الأستاذ عبد الغني ترجمته بعجبه أن ينسى أديب عربي مشهور وصحافي ذائع الصيت، وشاعر قوي العبارة، ولما يمض على وفاته نصف قرن كامل؛ فكيف إذا خب المطي به عشرات القرون؟
ولد الطوبراني في مصر ولكنه تركى تنقل من بلد إلى بلد حتى قال عن نفسه:
شرق النسر وغرب ... وتترك وتعرب
ولئن أطري وأطرب ... فهو نصاح مجرب
وهو إن أعرب أغرب ... وهو إن أعجم أعرب
وحرر في صحف تركية وأخرى عربية كانت تصدر في القسطنطينية وكانت تغلب عليه الروح الإسلامية ونزعة الإصلاح وله ديوان شعر ولكنه غير جيد. وقد درسه المؤلف دراسة مستفيضة فتكلم عن أغراضه وعن أسلوبه وعن مآخذ عابها في شعره.
ثم نجد فصلاً طريفاً يحدثنا فيه عبد الغني عن شوقي وحافظ بين الكتب وهو فصل طريف لأننا على وثوق معرفتنا بشوقي وقراءتنا لديوانه وتمثيلياته وقصصه نجهل عنه بعض تأليفه مما أخرجه في صدر شبابه؛ فأسدل عليه ستار النسيان فقد كتب شوقي رواية ظهرت