تصحيحه بالرخام وإن كان استعمال الرخام في هذا المقام ممكناً.
ص ١٦٩ س ٦ قوله:(ويؤخذ ماء الصِلق المعتصر) الفصيح في (السلق) وهو الخضرة المعروفة أن يكون بالسين كما ورد في معاجم اللغة. لكن لما كان المؤلف يتسامح في استعمال الكلمات العامية كما قلنا وكان (الصلق) بالصاد مما ينطق به عامة زمانه كما ينطق به عامة زماننا - لما كان ذلك كذلك حَسُنَ الإبقاء على (الصلق) الواردة في عبارة المؤلف بالصاد ولا حاجة إلى تصحيحها بالسين، وهذا كما أبقينا على كلمة (ملو) بالواو وهي عامية مكان (ملء) بالهمزة في عبارة المؤلف (ص ١٤٠ س ٥) وهي قوله: (ويكون العصير أقل من ملو القارورة) وقد أحسن المصحح الفاضل صنعاً في قوله: (أبقينا (ملو) على حاله حرصاً على استعمال المؤلف) وكذلك نبقي كلمة (الصلق) بالصاد على حالها حرصاً على استعماله: فإن في هذا الإبقاء على الكلمات العامية الواردة في عبارات علمائنا وكُتابنا الأقدمين - غرضاً له قيمته في معرفة تطور الألفاظ وتاريخ اللهجات كما لا يخفى.
ص ١٦٢ إلى ١٧٧ وصف المؤلف خلال هذه الصفحات أدوية مركبة من عقاقير لتنمية (القوة الجنسية) وقد ذكر في عنوان ثلاث (وصفات) منها أنها (تسخِّن الكلَى) بالخاء وفي ثلاث وصفات أخرى أنها (تسمِّن الكلى) بالميم، فإذا كانت كلتا الكلمتين صحيحتين غير محرفتين كان ذلك من أسرار الطب القديم، وإلا فإن طبيباً من فضلاء أطبائنا قال:(بعد أن اطلع على نصوص الكتاب) إن إحدى الكلمتين (تسخن وتسمن) محرفة عن الأخرى وأن الصواب في ظني هي (تسخن) بالخاء دون (تسمن) بالميم، واستدل على ذلك بأن المؤلف وصف هذه العقاقير بأنها (كثيرة الحرارة)، ولا ريب أن كثرة حرارتها تحدث حرارة في البدن عامة وفي الكُلية خاصة، قال: وهذا ما وقع لي مذ كنت في السودان فقد دعاني شيوخها إلى وليمة أكثروا في طعامها من الفلفل الحار فأدى ذلك إلى حصول التهاب ونزيف دموي في كليتي. فلا جرم أن يكون المؤلف في وصفاته إنما أراد أن العقاقير تسخّن وتحدث حرارة لا تسمّن الكلية وتضخمها. وفوق كل ذي علم عليم.