للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(بروكوفي أوزبتش) وثانيا أن الكل كان لا يجهل أن الميت قضى حياته في تعكر صفو حياة زوجه، فكيف يقول الخطيب إنه كان أعزب؟ وأخبراً لقد كانت للميت لحية حمراء كئة ولم يك بحليقها. . فلماذا يصفه الخطيب بأنه كان حليقها؟! واشتد عجب السامعين وتبادلوا الهمس والنظريات. . وهزوا أكتافهم ساخرين.

وتابع الخطيب كلامه: أي (بركوفي أوزبتش) لقد كان وجهك شاحبا مرعبا. . إلا أننا كنا نعرف أن وراء ذلك قلباً طاهراً نبيلاً ونفساً كريمة) وما لبث السامعون أن لحظوا على الخطيب دهشة بلغت حد الذهول. فقد اتجه بصره إلى ركن من الحشد، ثم التفت إلى بولافسكي زائغ البصر، وقال بصوت متهدج: أنه حي!

- من تعني: إنه حي!

- بروكوفي أوزبتش. إنني أراه واقفا عند القبر!

- ومن قال لك أنه الميت.؟ إن الذي مات هو (كيريل إبفانوفتش) أيها الأبله.

- ولكنك قلت لي إن (الأمين) قد مات

- لقد كان (كيريل أفانوفتش) أمينا أيها الأحمق. . لقد حل محل (بروكوفي أوزبيتش) بعد أن نقل هذا ككاتب في مستهل العام المنصرم.

- أني لي أعرف هذا ولم يسبق لي به علم؟!

فأدار زابوكين وجه شطر القبر وواصل رثاءه وعينا (بروكوفي أوزبتش) عالقتان به تحدقان في حنق وغضب. . وما إن انتهى من الدفن وعاد المشيعون حتى أخذ زملاء (زابوكين) يلغطون. . . لقد دفنت رجلا حيا. . . وأسرع (بروكوفي أوزبتش) إلى الرائي حلقاً ساخطاً: لا بأس أيها الغبي الأحمق بخطبتك إذا كانت رثاء لميت. . أما أن ترثيني وما زلت حياة فإنها سخرية بي بليغة وتهكما بخلقي فظيعا. . . لقد قلت إنني لم أقبل الرشوة ولست بذي أغراض ومنافع. . ومثل هذا القول لا يقال عن موظف حي إلا بقصد إدانته واتهامه. . . لم يطلب منك أحد أن تصف وجهي المخيف المرعب. . . إنها إهانة فظيعة سوف ترى مني العقاب عليها)

ف. ع

<<  <  ج:
ص:  >  >>