وداهر؛ يزعم بهذا أن رفاقاً جمع رفيق بمعنى المثل. وواضح تمام الوضوح وجه الخطأ في كل ما ذكره.
(جرجا)
محمود عزت عرفة
(الشاعر الرجيم: بودلير)
كتاب الأستاذ عبد الرحمن صدقي عن بودلير يعد من خير ما كتب عن هذا الشاعر من الدراسات الأدبية. فقد عنى الكاتب بترجمة حياة بودلير ترجمة مفصلة أقام على أساسها كل أحكامه التي قررها عن شعره، ودرس شخصية بودلير على اعتبار أنها شخصية مركبة جمعت بين الاستهتار والتصوف في وقت واحد. والواقع أن شخصية بودلير التي حيرت معاصريه وسائر الكتاب الذين تصدوا لتحليل أشعاره؛ هي شخصية لا يستعصي أمرها على التحليل النفسي، وإنما يمكن أن تدرس على ضوء البحوث السيكولوجية دراسة تكشف غامضها وتجلي سرها. وهذا هو ما قام به الدكتور (رينيه لافورج) في كتابه الموسوم باسم (هزيمة بودلير) فقد نظر إليه على اعتبار أنه ليس إنساناً سوياً وإنما هو شاذ يجب أن تحلل حالته المرضية. واستدل (لافورج)(وهو من الأطباء المختصين بالتحليل النفسي) من الدراسة التي قام بها، على أن شعر بودلير يعكس الصراع العنيف الذي كان يعانيه في قرارة نفسه. وقال إن بودلير كان مريضاً بتعذيب نفسه، فلذا كان يميل إلى تهجين سمعته وتشويه صورته، والتهويل بخبايا دخيلته. وذلك كله لم يكن إلا نتيجة الفشل الذي لقيه الشاعر في حبه مما جعل غرامه الشاذ يحبب إليه خيبته ويميل به إلى تمجيد خذلانه!
درس الأستاذ عبد الرحمن صدقي (شارل بودلير) على هذا الوضع، فجاءت دراسة موفقة طيبة. وقد نقل الكاتب إلى العربية كثيراً من أشعار بودلير، وكانت ترجمته أنيقة، وإن كانت غير دقيقة. أما عنوان كتابه، فقد كنا نؤثر أن يرفع الكاتب منه عبارة (الشاعر الرجيم) لأن هذا أليق بالدراسة العلمية.