هيرسن في الحال، لأن كل ساعة يمكثها يعرض نفسه فيها لخطر ماحق. . . وتهالك على فراشه، ولكن الكرى نفر عنه فظل أرقاً مسهداً، وإنه لكذلك إذا بصوت من الخارج يقول: يا صاحب! يا صاحب!
فنهض من فراشه، ورأى أمامه إيثيل وسيكوندار
- أتريدني؟ قالت إيثيل ذلك، وقد امتنع وجهها وتقلصت شفتاها، والتمع في عينيها بريق مزيج من الحزن والرعب
- كلا. . . ولكن سيكوندار أشار إليه محذراً فاستدرك قائلاً:
- كلا لم أبعث في طلبك. قال سيكوندار:
- لقد غدا الصاحب مجنوناً، وأمسك بفأس يهدد بها من يقف في طريقه. قال جاك:
- أدخلا وسأذهب بنفسي لأراه
فتعلقت إيثيل بذراعه قائلة:
- كن حذراً يا جاك، فإنه كما وصف الطفل. فقال:
- خلي عنك مخاوفك
ومضى في طريقه صوب خيمة هيرسن، وما كاد يقترب منها حتى طرق سمعه صوت رهيب، كما لو كان ثقل هائل قد هوى من شاهق، وما نشب أن رأى مجموعة الأدواح التي كانت تظلل الخيمة تهوى بأجمعها عليها فتدركها دكاً. وصاح جاك مستنجداً، فخف إليه جمع حاشد يتقدمه رينجت سينج وقد جرت على شفتيه بسمة الفوز والغلب. فصاح فيهم جاك:
- أسرعوا، وانظروا ما إذا كان الرجل هناك. وقد كان هناك، ولكنه لم يعد له ثمة مظهر من مظاهر الناس فقد سحقته مجموعة الأشجار سحقاً ورفع ريجنت سينج يديه إلى السماء وقال:
- الصاحب والآلهة! وأسرع جاك إلى مجموعة الأشجار ولكنه لم يجد أملاً في إنقاذ الرجل. أما كيف وقع هذا الحادث، فهذا ما ظل جاك يتساءل عنه إلى أن كل لسانه السؤال، فلم يكن ثمة إلا جواب واحد. . . (الصاحب والآلهة!)