للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنذ عهد غير بعيد مررت بكنيسة فرأيت عند بابها جمعا كبيرا قد احتشد ليحضر حفلة عرس - وكان اليوم مكفهرا وقد بدأ المطر يتساقط. واخترقت الصفوف فدخلت فرأيت العريس بدينا مترهلا تبدو عليه علائم التغذية الدسمة. ورأيت رجلا قصيرا يروح ويغدو من طرف الكنيسة إلى الطرف الآخر وهو لا يكف عن إصدار الأوامر.

وأخيرا سمعت أن العروس مقبلة فاندفعت في وسط الزحام، ورأيت جمالا عجيبا قد اكتسى بعلائم الحزن العميق.

كانت العروس شاحبة مضطربة حتى لقد خلت عينيها حمراوان من أثر البكاء. وتحت مظهري الجمال والحزن طهارة الطفولة التي كانت كأنها تضرع وتتوسل طالبة الرحمة.

وكانوا يقولون أن عمرها ستة عشر عاما. ونظرت إلى العريس محققا مدققا فعرفت أنه جوليان ماستا كوفتش الذي لم أكن قد رأيته في الأعوام الخمسة الماضية. ثم نظرت إلى العروس ورحماك يا رب ولطفك!

رأيتها فوليت فرارا من باب الكنيسة على عجل وسمعت الناس يتحدثون عن غنى العروس وعن بائنتها البالغة ٥٠٠ ألف روبل.

قلت في نفسي: (لقد صدق حساب هذا اللعين). وأسرعت في مشيتي فرارا.

ع. ا

<<  <  ج:
ص:  >  >>