لا بالتفصيل ولا بالإجمال، وحسبي الإشارة إلى بعضها. فمنها اتحاد الأمة العربية، والتنظيم السياسي، وآثارة، وسياسة التوجيه في الأمة، ومعنى العروبة ومن تشملهم، والقومية العالمية وأسسها، والدعوة إلى معرفة حق الأديب، والقومية والمالية، وبعض نواحي المشكلة الفلسطينية، وتدوين الأدب الشعبي في العراق وحرية الأقلام. ونرجو أن تكون المجموعة الثانية) أنضج وأعمق لتكون جديرة بجمعها في كتاب.
٢ - كأس ومصباح
تأليف الأستاذ محمد أديب نجوى
هذه مجموعة من عشر أقاصيص نشرت في صحف حلب، سماها كاتبها باسم الأقصوصة الأولى منها (كأس ومصباح كما جرت عادة القصصيين أخيراً اقتداء بقصصي فرنسا دون إضافة (وقصص أخرى) ويتراوح طول الأقصوصة منها بين اثنتي عشر صفحة وأربع صفحات؛ والمجموعة مصدرة بقصيدة جيدة للأستاذ عمر أبو قوس مدير مطبوعات حلب يقدم بها المجموعة إلى القراء، ويليها إهداء كتبه صاحب المجموعة على قبر أبيه يهدي إليه مجموعته لأنه هو الذي تقبل أولى قصصه بالرضا والإكبار ثم مات وتركه يناضل الأيام.
وربما كانت محنة النفس الغضة بهذه الفاجعة وما تلاها هي منشأ ما تنبض به أقاصيص المجموعة جميعا من قلق وكآبة وسخرية عابسة، وبنية الأقصوصة في هذه المجموعة سليمة يعززها الصدق في الإحسان، والاستقامة في التفكير، والقصد في الخيال، وأسلوب التعبير عربي صحيح تغلب عليه الأناقة مع إفراط في الاستعمارة لا يوهن من تماسكه ولا يحجب ما يريد صاحبه التعبير عنه من معان وصور، ومع ميل الغموض ناشئ عنالاكتفاء باللمسات السريعة الخاطفة المتفرقة عن الاسترسال لملء كل فراغ في الصورة، ومن شأن هذا الأسلوب أن يثير الشعر والخيال فينطلقان لملء هذه الفراغات على أي نحو يناسب ما حولها