- ولكن حل هذه الجريمة لم يزل غامضاً لنا يا سيدي إلى الآن؟ فابتسم المسيو برمثير ابتسامة مغتصبة وأجابها بقوله:
- إن الذي أمكنني أن استنتجه من خلال الحوادث والملابسات التي مرت بهذه القضية الغامضة، وهو أن صاحب هذه اليد المقطوعة لم يمت كما توهم السير جون رويل. والظاهر أنه تتبعه في كل رحلة من رحلاته، واقتفي أثره في كل مكان ذهب إليه، حتى استقر به المقام مدينة أجاكسيو. وهنالك أمكنه أن يقتله في منزله بيده الأخرى الصحيحة شر قتلة بعد أن نشبت بينهما تلك المعركة العنيفة التي أدت إلى مصرع السير جون رويل في النهاية. ويلوح لي أن المجرم انتزع اليد المقطوعة من مكانها بعد أن فرغ من ارتكاب جريمته، وغرز أصابعه في عنق القتيل تشفياً وانتقاماً منه ثم أخذها معه وفر هارباً. فلما دفن السير جون رويل ذهب هذا المجرم الجريء إلى مقبرته ووضع هذه اليد بجوارها، ليوهم الناس أنها هي التي قتلته من ناحية، وليضلل رجال البوليس من ناحية أخرى! فإذا كان استنتاجي هذا صحيحاً فلا شك أن القاتل قد نجح في تحقيق فكرته الشيطانية كل النجاح، ووفق في الانتقام من السير جون رويل كل التوفيق. وأما الطريقة التي دخل بها المجرم إلى منزل عدوه ثم خرج منه على الرغم من أن النوافذ والأبواب كانت موصدة كما ذكر الخادم في روايته، فهذا ما لم أجد له حلا ولم أتوصل إلى معرفته للآن!