من الداخل. وقد اعتاد أن يضع مسدسه الكبير وسادته بعد أن يحشوه بالرصاص، ولكنه نسي ما أن يضعه في تلك الليلة في مكانه المعهود. .)
وسكت الخادم هنيهة ليسترد أنفاسه اللاهثة ثم تابع حديثه لي فقال:(وكثيراً ما كنت أسمعه يخاطب نفسه أثناء نومه بصوت عال مسموع كما لو كأن يشاجر إنساناً موجوداً معه بالغرفة! ولكن لم أسمع له صوتاً في تلك الليل التي قتل فيها، ولم أكتشف مصرعه إلا عند دخولي غرفته في الصباح بعد أن دفعت الباب بكل قوتي حين لم أسمع من الداخل رداً على نداءاتي
المتكررة. ولا يمكنني أن أتهم أحداً، أو أشتبه في أحد، لأنني لا أعرف له أعداء على الإطلاق، فضلاً عن أنه كان قليل الاختلاط بالناس)
ولما فرغ الخادم من الإدلاء بأقواله غادرت منزل القتيل ثم ذهبت إلى حاكم المدينة وأطلعته على كل التفاصيل التي عرفتها عن هذه القضية الغامضة. وعلى الرغم من التحريات الدقيقة التي قام بها مفتشو البوليس في المدينة - وأنا معهم - فانهم لم يتمكنوا من الوصول إلى معرفة القاتل الذي لم يترك وراءه أثراً على الإطلاق ولم يعثروا طوال مدة بحثهم أي أثر - ولو بسيطا - يستدل به عليه! ومن غريب ما حدث بعد ذلك أن أحد رجال الشرطة السريين أحضر إلي في الشهر التالي لوقوع هذه الجريمة تلك اليد المقطوعة التي اختفت في ليلة مصرع السير جون رويل، وأخبرني أنه عثر عليها بطريقة المصادفة على مقربة من قبر القتيل نفسه؟ فلما اختبرت هذه اليد وفحصتها بعناية ودقة بالغتين، وجدت أحد أصابعها ناقصاً! فتذكرت على الفور ذلك الإصبع الذي كان السير جون رويل مطبقاً بين أسنانه. وبمطابقة هذا الإصبع الذي احتفظت به معي بعد وقوع الجريمة بباقي أصابع اليد، وجدته بطابقها تمام المطابقة!
وبعد أن سكت المسيو برميتر سكتة قصيرة حول وجهه نحو مستمعيه ليرى تأثير قصته في نفوسهم ثم استطرد في حديثه فقال:
- هذه هي تفاصيل القضية الغريبة، وهي مع الأسف الشديد كل ما أعرفه عنها حتى يومنا هذا.
وهنا سألته إحدى السيدات وهي تجفف بمنديلها قطرات العرق الذي أخذ يتجمع فوق جبينها