لقد شغلتني - أيها الصديق - مباهج القاهرة ومفاتنها. وهي جديرة بأن تلهي وتشغل. وقد قيل:
سقوني وقالوا لا تغن ولو سقوا ... جبال حنين ما سقوني لغنت
لقد اعتاد القاهريون الترف، وأخذوا بأسباب الرفاهة منذ عم بينهم الرخاء وازداد الخير، ومنذ وجدوا في سلطانهم وعاداته وتنقلاته وأوامره ما يدعو إلى اللجاج في الترف والرفاهة، فلجوا وأترفوا ولو كارهين. . . فحضت في الذي خاضوا. . . ما دمن نرى في كل آونة موكبا وحفلا، وفي كل يوم انتقالا وسفرا، وفي كل التفاتة حشدا وركبا. . .
علم الدين الخياط: هل هذا هو ما شغلك عنا؟ وما نصيبك أنت من كل هذه البلهنية والنعيم؟ إذا لم يكن إلا نصيب المتفرج بهما المشاهد لهما فحسب، لا نصيب المتمتع اللاج في غمراتهما، فنحن إذن متساوون. .!