من أعضاء تلك الجماعة. ويعرف أخصاؤه لأنه ظل مخلصا للأدب، وفيا لأصدقائه الأدباء، ولا أدل على ذلك من كتابه:(سقطت في الانتخابات)، الذي تجلى فيه روح الأديب، وإحساسه، ودقة ملاحظته، وصدق حكمه على الناس، والحوادث. وإذا كان من السهل على الإنسان أن يلاحظ الحوادث في دقة وانتباه إذا شاهدها عن كثب مشاهدة الرائي المستقل عنها فانه من أصعب الصعاب أن يحسن الملاحظة، وأن يخلص في الحكم على الحوادث إذا خاض غمارها بنفسه، وكان من أشخاصها أو أبطالها كما يقولون. وفي هذه الحال قلما يستقيم صدق الإحساس ودقة الملاحظة إلا للأديب الذي تعود ذلك أي الذي تعود أن يتجرد من نفسه، ويتخلص من شعوره وأنانيته.
وهذا ما فعله الأستاذ حنفي محمود جمعة في كتابه (سقطت في الانتخابات) فهو يروي ما له وما عليه، ويتندر من نفسه ومن غيره وهو نوع من الفكاهة المستملحة متنقلا في كثير من اللباقة، بين السذاجة والطرافة والبراعة، وبعد: ألم أكن صادقا في حيرتي بين مواساة الصديق الأستاذ حنفي محمود جمعة لفشله في الانتخابات وبين تهنئته لهذا الفشل وقد أفاد الأدب بكتابه الطريف، ونبه إلى نقص في الحياة الاجتماعية والقومية.
أما مواهبه الأدبية، وبراعته الفنية، واطراد أسلوبه وسلاسته، فإنها مزايا ظاهرة يتبينها كل مطالع كتاب (سقطت في الانتخابات) وهو كتاب قيم جدير بالتقدير والثناء.