الرطيب؛ فلقد فكرت طويلاً والآن قد احتجبت الشمس خلف أشجار الكافور التي تنتصب في حديقة المنزل كأنها سور عظيم. وعندما تختفي الشمس من الحديقة يسود جوها هواء فاتر لذيذ. إن الطقس الآن بديع، وإن هذه الحديقة وذلك المنزل من النوادر التي يحسد عليها في وسط باريس. كم لدي من الأسباب الظاهرية ما يجعلني أتذوق الحياة وأسعد بها: أسرة عطوفة، وزوج رشيق، وطفل محبوب، وفوق ذلك كليه فجميع رغباتي محققة. آه! لو أن العينين الزرقاوين والعينين السوداوين لم تكن موجودة لكنت أعبد الحياة!
أنا لست شريرة، ولكن لو أنني كنت أستطيع أن أطفئ نور هذه الأعين الأربع بهدوء دون أن أولم صاحبتيها، ودون أن أحزن الذين يحبونهما، وأقصد طبعاً الذين لهم الحق في حبهما لفعلت!