للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذي ينبغي عمله. سأعامل زوجي منذ اليوم بفتور وبخضوع فحسب. والآن، ماذا أستطيع أن أعمل ضد عدوتي اللدودتين: الآنسة (دي جيفيرني) و (مدام ديلافو)؟. أنا لا أريد أن أمثل معهما رواية عامة طبعاً، وفوق ذلك، فإن (راءول) - على الرغم من صلته الشائكة بهاتين المخلوقتين - لا يزال زوجاً مهذباً، لا يؤخذ عليه شيء في كل ما يتصل بي. ولو أنني أردت أن أمثل منظراً عاماً من هذه الرواية لما مكنني من فرصة تمثيله. وإذاً، فلم يبق لي إلا أن أحتمل؛ ولكن كلا، فأنا لا أستطيع ذلك الاحتمال لأني لست بطلة إلى الحد الذي أقبل معه أن يخدعني زوجي. ولست أحسب أن الإله يكلفني ذلك، فإن لي الحق في أمانة زوجي، فإذا لم تتحقق لي هذه الأمانة فإنني أفضل أن أحيا وحيدة مع طفلي العزيز الذي قد يعزيني عما أقاسيه.

ها أنذى قد صممت على أن أعرف الحقيقة، فإذا كانت شديدة القسوة فإنني سأرجو من والدتي أن تصحبني وطفلي إلى ممتلكاتنا في الريف لنعيش معاً هناك، ولكن كيف أعرف هذه الحقيقة؟

لقد تسلمت منذ أيام كتاباً وارداً باسمي ففضضته أمام زوجي ولم أكن أعرف ماذا يحتويه فإذا به آت من مكتب البوليس الخاص يعرض علي أن يراقب زوجي إذا أردت ذلك ليرى أله صلة خفية بإحدى السيدات أم لا؟ وبعد أن قرأت هذه الرسالة ناولت زوجي إياها فألقى عليها نظرة مقززة، ثم دعكها وقذف بها إلى الأرض؛ ولقد كان مخطئا في هذا الغضب، لأني لن الجأ أبداً إلى مثل هذه الطريقة؛ ولكني سأرقبه بنفسي كما يراقب القائد الجندي المتهم بأن نفسه تحدثه بالتفريط في واجبه العسكري. نعم إنه ليس لديه ما يخشاه مني من حيث فض رسائله أو تفتيش أدراج مكتبه، ولكن مادام للمرأة أن تتبع زوجها في أي مكان، ومادام ليس للرجل أن يذهب إلى أي موضع دون أن يصطحب زوجته فليحذر هذه النتيجة، إذ قد يذهب يوما من الأيام ملبياً أحد مواعيده، سعيداً بإحدى تلك المسرات الرديئة التي أقرئها في عينيه أوفي صوته، أو في حركاته، فإذا وصل إلى مكان هذا الموعد ألفاني هناك ووقف أمامي وجهاً لوجه.

هاهي ذي نهاية تفكيري، وهي لم تعزني، ولكنها هدأتني قليلاً، وسأغادر اللحظة مكتبي لأنظر هنيهة من نافذة غرفتي المطلة على الطنف، لأنني أريد أن أتنسم هواء المساء

<<  <  ج:
ص:  >  >>