الأستاذ الجامعي مسئول عن كل ما يقول لأنه موضع الالتفات في كل ما يقول. ومن ثم فلا بد لنا من الرد على قولة نحمد الله على أنها لم تك مدعمة بالأسانيد ولم تك صادرة عمن لابس التعليم الإلزامي وسبر أغواره. . .
فلقد راعنا حقاً أن يقوم في محاضرة عامة الأستاذ توفيق الطويل مدرس الفلسفة بجامعة فاروق فيطلق حكماً غريباً جريئاً على التعليم الإلزامي إذ يقول:(إن التعليم الإلزامي يجب أن يلغى فما له من نفع ولا فائدة. . .) لا. لا يا سيدي الأستاذ فما بمثل هذه الأحكام المرسلة تعالج مشكلة التعليم الإلزامي
ولقد والله شهدت للتعليم الإلزامي تلك الأزاهير اليانعة من أطفال النيل التي فتحتها يد السحر من التعليم الإلزامي فانتقلت من الظلام إلى النور، فما من طفل في الريف إلا وهو يقرأ أو يكتب. . . وما نريد ممن يقيده الفقر عن إتمام أقل مراحل التعليم سوى أن يحسن القراءة والكتابة حتى يخلص من مشاكل الجهل بهما
وثمة ناحية أخرى يا سيدي وهي أن للمعلم الإلزامي فضلاً آخر يتمثل في صورة القدوة الحسنة في روعة النظافة ودقة النظام. وإننا لنحمد الله على أن أكابر كتابنا الاجتماعيين وخاصة في (الرسالة) التفتوا إلى فضل المعلم الإلزامي؛ فقد كتب الأستاذ الكبير الزيات مقالاً صادقاً جعل فيه المعلم الإلزامي (جندياً مجهولاً) كما شهر الأستاذ الفاضل العقاد قلمه مدافعاً عنه.
وبعد فما نظن أن هناك من ينكر فضل هذا الجندي المجهول ممن يقيمون الأحكام على أسس من الاختبار والاستقراء.