الأعين تستجلي جمال وجهها الباهر السني في إعجاب شديد!
. . . وجاء (المركيز) إلى زوجه القديمة البائسة يسألها رأيها - على ملأ من الحاضرين - في عروسه الحسناء؟ فأجابت:
أن في منظرها - يا سيدي - لحسناً. . . وأرجو أن يكون لها مثل ذلك في مخبرها عند الامتحان. . . ثم توسلت إليه أن يكون منصفاً لهذه الفتاة يعاملها في رفق وإحسان. . . وأردفت ذلك بجميل الدعاء والتوفيق لهما. . . ولعلها ساعتئذ كانت أصدق ما تكون. . .
قال المركيز:
- (ولكن اغتفري لي يا (جريزيلدا) هذا الذي رأيته مني من جور وكفران. . . لم أكن معك يا فتاتي من المنصفين. . . لقد كنت أتهم وفاءك، خائفاً أن تكون وراءه خيانة أو ريبة. . . ولكنك الآن أمامي مجلوة مثل كرائم الأحجار. . .
(دعيني - يا زوجي البرة - اقدم إليك هذه التي تحسبينها عروسي كما يحسبها غيرك من الحاضرين - على أنها. . . ابنتك التي انتزعتها منك منذ أمد بعيد. . . وهذا يا جريزيلدا المحبوبة ولدنا العزيز الذي أرسلت إليك في طلبه مما أرسلت من قبل على أخته. . . ضميهما إليك. . . إلى صدرك. . . لتقري بذلك عيناً ولتكوني من الفرحات الناعمات. . . لقد حرمتهما حيناً من الدهر طويلا. . . فانعمي بعد ذاك الحرمان الطويل. . . أقبلي عليهما التمسي العزاء عندهما عما مضى وكوني - كما عهدتك - تصفحين عن الإساءة وتتقلبين مني كل شيء بالصدر الرحب، والغفران)