لاتقى كثيراً مما جرته عليه بداوة الطبع، وجفاوة الصراحة.
ولكن أيفلت مني الدكتور فلا أمسكه بشيء؟ كلا! فأنا أحب أن أسأله عن ذلك التكرار، وتلك الكركرة (الطهوية) إذ يقول: من الذي يستطيع أن يتعقب حركات العقول والأهواء في القاهرة؟ من الذي يستطيع أن يحاور في الصباح والمساء رجال الصحف الصباحية والمسائية؟ من الذي يتسع وقته لمسامرة الصحفيين القاهريين بعد نصف الليل؟ من الذي يستطيع أن يسجل حركات القاهريين قبل الشروق؟ من الذي يفهم أن أهل القاهرة يموتون قبل الأوان بسبب الإفراط في الكدح والكفاح! من الذي يصدق أن من أهل القاهرة من يملأ الدنيا بالنشط والحركة وفي جوفه خمسون علة؟ من الذي يصدق أن في القاهرة ألف خطيب في فصاحة سحبان، من الذي يصدق أن الأمان ذهب من القاهرة بسبب الإفراط في المنافسة والنضال؟ من الذي يصدق أن زكي مبارك سيؤلف كتاباً في مثالب زكي مبارك؟
أما أنا يا دكتور فذوقي لا يحتمل كل هذه (المنمنة)، وأنا أسألك ولا أريد الجواب، فإني أعلم أن أزمة الورق ستردك إلى ما كنت عليه من الإيجاز في التعبير، والقصد في البيان!