للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالت:

- وهكذا يقول أبي لكن (بني) المسكين كان متعباً جداً يا سيدي، وكذلك كان (جمي) وقد قام أخي بعمل رجلين ولم تكن تلك الحراسة حراسته. كانت النوبة على (جمي) ولكن (جمي) كان مريضاً وعندما حل أخي محله لم يكن يفكر في نفسه ولا في تعبه ونسي أنه خائر القوى.

ورفع الرجل العظيم رأسه من بين الأوراق وعاد ينظر إلى ائرته الصغيرة وقال:

ما هذا الكلام يا طفلتي؟ أنا أكاد لا أفهم شيئاً. تعالي إلى جانبي وقصي قصتك.

وبمثل العناية التي يبذلها دائما في مختلف شؤون الدولة أقبل الرئيس لنكولن يفحص هذه الدعوى، ومشت لوسي إليه فربت على منكبها وحول بيده وجهها إليه، وأحست بعطفه عليها فرددت قصتها وقدمت إليه خطاب أخيها لأبيها فأخذه منها وألقى عليه نظرة ثم قرأه بعناية، وحالما انتهى منه أمسك قلمه وخط بسرعة بضعة أسطر على ورقة ودق جرساً أمامه فأقبل أحد الحجاب، وسمعت لوسي الرئيس وهو يقول للحاجب: أبعث بهذه الرسالة في الحال!

وبعد يومين من هذه المقابلة وفد إلى دار الرياسة جندي شاب ومعه صبية صغيرة. كان الشاب (بني) وكانت الصبية أخته (لوسي) واستقبلهما الرئيس في غرفته الخاصة واحتفى بهما؛ وكان يلبس حلة عسكرية جديدة تزين كتفيها شارات الترقية التي رفعته إلى درجة ملازم وخاطبه الرئيس قال:

لقد عفوت عنك ورفعت درجتك يا بني لأن الجندي الذي يحمل حقائب زميله المريض ويموت من أجل غيره دون أن يشكو أو يتبرم، يستحق تقدير الوطن.

وعاد بني ولوسي إلى جرين مونتن، حيث استقبلتهما الجماهير الهاتفة في المحطة، وبسط مستر أوين يده لولده والدموع تنهمر من مآقيه على خديه وسمعه الناس وهو يهتف بحرارة: (لله الحمد!)

م. ص

<<  <  ج:
ص:  >  >>