للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تبق إذن سوى ساعة على حضور المفتش الكبير!

وهنا فقط تقفز إلى ذهنه فكرة جديدة. إن سعادة المفتش يحب دائما أن يقرأ جريدة (. . . . . .) المسائية، ولا شك أنه لن يتمكن من شرائها اليوم لأنه قضى الليلة الماضية في العزبة المجاورة عند شقيقه.

ليرسل إذن من يحضرها على جناح السرعة من المدينة القريبة، فإن العربة المسافرة إليها توشك أن تتحرك لتعود بعد نصف ساعة تقريباً.

كم ستكون مفاجأة سارة للمفتش الكبير حين يجد جريدته المفضلة في الانتظار!

وبعد نصف ساعة كانت العربة قد رجعت وفيها أحد أبناء طاهر أفندي ومعه الجريدة؛ ولم يكد يأخذها من ولده ليضعها فوق المنضدة المقابلة لكرسي المفتش حتى يطوف بذهنه هذا الخاطر. . . لا شك أن الزائر الكريم سوف يأخذ الجريدة معه حين خروجه، فلماذا لا يتصفحها أولاً؟ وبيننا كانت نظراته الضعيفة تتساءل بين السطور إذا بها تسمر فجأة أما خبر مؤداه أن المفتش الكبير قد أنتقل إلى أقصى الصعيد. . .!!

محمد أبو المعاطي أبو النجا

<<  <  ج:
ص:  >  >>