المسيو هانوتو الوزير الفرنسي السابق مؤرخ كبير، وله عدة مؤلفات تاريخية قيمة، وقد اشترك في وضع بعض أجزاء سلسلة التاريخ المصري التي تصدر بالفرنسية، وإن كان هذا الاشتراك لم تسفر عنه نتائج علمية باهرة. وقد أصدر أخيراً كتاباً عن علائق نابليون وأسرة بوهارنيه الشهيرة التي تنتمي إليها زوجته الأولى جوزفين بوهارنيه عنوانه (آل بوهارنيه والإمبراطور) ' وكان قد نشر قبل ذلك كتاباً عن الملكة هورتنس ابنة جوزفين من زوجها الأول، وفي الكتاب الجديد يقدم إلينا مسيو هانوتو سلسلة من الرسائل التي وجهتها جوزفين إلى ولدها البرنس أوجين؛ وتلقي هذه الرسائل كبير ضوء على الصراع الذي كان ناشباً وراء الستار بين آل بونابارت (أسرة الإمبراطور) وبين آل بوهارنيه (أسرة الإمبراطورة)؛ وقد كانت أسرة الإمبراطورة دائماً على أهبة للتفاهم والوفاق كما يدل على ذلك خطاب من جوزفين لولدها تقول فيه:(إن أولئك الناس لا حق لهم جميعاً في بغضنا، ولو أحسنوا موقفهم لما وجدوا أصدقاء أخلص منا)
وقد كان نابليون يدافع دائماً عن جوزفين حتى بعد طلاقها منه، وكانت جوزفين تخلص له دائماً حتى بعد زواجه؛ ولكنها بعد مصائب سنة ١٨١٤، أدركت أن الخاتمة قد وقعت، وكتبت إلى ولدها تقول له إنه غدا حراً لا تربطه نحو الإمبراطورية رابطة ولاء بعد، وأنه يستطيع أن يعمل لأسرته بعد أن اختفى الإمبراطور من الميدان