أخرى بغير أن يشترط فيها حالة من الحالات الثلاث. وحق أمام المسلمين وجماعتهم في عقد ما يرونه صالحا متفق عليه. فصلح الحديبية مثلا لم يشترط شيئا منها بل كان فيه شرط اعتبر إعطاء للدنية من المسلمين أمام المشركين المحاربين. وإنما كان الأمر المطرد الذي يلحظ في جميع اتفاقات الرسول صلى الله عليه وسلم هو القصد إلى نشر دعوته والوصول بها إلى الظهور بدون ان تعترضها قوة، وكثيرا ما كان الوصول إلى حالة سلم مستقرة هو الهدف الأسمى لتمكين الدعوة من الحرية اللازمة لظهورها. فلا يشترط شيء اخر، بل يكون شرط الجزية أو الإسلام مؤخرا ومانعا للتفاهم فيؤجل انتشار الدعوة التي سلاحها الوحيد إنها حق لا يقاومه جدل. ففي هذه الحالة يصبح شرط الإسلام أو الجزية مضرا ويكون فاسدا، وعلى ذلك ليس حقا أن إمام المسلمين أو جماعتهم ملزمون بإقامة السلم على شرطي الإسلام أو الجزية، وإلا كانوا في حالة حرب دائمة مع أكثر البشر وامتنع ظهور الإسلام كدعوة عالمية.